بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، سبتمبر 26، 2011

الصحة أولا...



إن دور الفرد في الحياة يبرز وينمو حينما يكون سليم العقل صحيح الجسم، بحيث يتوافر لديه الاستقرار النفسي والاجتماعي ويتمتع بصحة عالية، لا يعاني من الأمراض والمشاكل الصحية، وبالتالي يصبح شخصا منتجا فاعلا في مجتمعه ، وكل هذا يتأتى بالاهتمام الدائم بسلامة الفكر على المستوى العقلي وسلامة الغذاء الذي يتناوله على المستوى البدني وإذا نظرنا من زاوية أقرب فإن من أهم جوانب الحياة العصرية في المدن وجود المطاعم والمقاهي والمحلات الغذائية ، والعلاقة ما بين الفرد وتلك المؤسسات الخدمية هي علاقة تبادلية (الحاجة للطعام مقابل المال) .
في صورتها الأولية تبدو هذه العلاقة طبيعية ومنطقية إلا أن هذه العلاقة تشوبها بعض جوانب الخلل والتقصير فالزبون يدفع مالا مقابل الحصول على وجبة طعام مفيدة وصحية إلا أنه من الملاحظ حدوث حالات من التسمم الغذائي نتيجة تناول طعام فاسد قدم له في مطعم معين أو منتج غذائي انتهت صلاحيته.
 من خلال معايشتنا للحياة اليومية في الأسواق التجارية يشتكي العديد من الزبائن ومرتادي المطاعم والمقاهي من عدم مراعاة الكثير منها لأدنى شروط النظافة والصحة العامة، حيث أن بعض المأكولات والأطعمة تعد بطريقة سيئة ومضرة للصحة كاستخدام زيت القلي مرارا وتكرارا أو إعداد الطعام على أواني وأدوات طبخ ملوثة ،كما أن بعض منها غير صالحة للطبخ وتحتوي على مواد مؤكسدة، وفي مشهد آخر من المطاعم والمقاهي تتم عملية الطبخ وإعداد الطعام في أماكن غير نظيفة مما يساهم في جلب الحشرات كالذباب والصراصير واحتمال سقوطها في أواني الطبخ وقد حدث أن فوجئ العديد من الزبائن بوجود حشرة داخل الوجبة التي يتناولونها، مما يعرض الزبون لمخاطر صحية تهدد سلامته بدلا من تعزيزها  ،بالإضافة إلى أن بعض المطاعم التي تقدم (الشاوارما) تقوم بإعدادها في أماكن مكشوفة و تكون غير مطهية جيدا وبطبيعة اللحوم التي غالبا ما تكون عرضة لتراكم أعداد كبيرة من الميكروبات والبكتيريا وهذا يؤدي إلى حالات تسمم خطيرة تصل إلى آلآم معوية و إسهال وغثيان وقيء وحمى، أما إذا جئنا إلى جانب آخر وهو النظافة الشخصية للعاملين سواء من الطباخين أو النادلين فتجد البعض لا يبدون  أي اهتمام للمظهر العام  ولا بنظافة ملبسهم  ، كما يلاحظ كثيرا من العاملين في المطاعم عدم استخدامهم  للقفازات أثناء إعداد الطعام أو حتى غسل اليدين أثناء تقديمه وهذا بالطبع لو تم العمل به سوف يقلل كثيرا من فرص انتشار البكتيريا.
كل هذه الملاحظات تبرز جانبا مهملا من قبل بعض أصحاب المطاعم والمقاهي  وهذا ما أدى إلى حصول حالات من التسمم الغذائي وتذمر الزبائن من عدم إلتزامهم بإعداد وجبات غذائية نظيفة وصحية مقابل المال الذي يدفعونه. 
إن أهمية الدور الذي تقوم به وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في مراقبة وتفتيش المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية ومتابعة مدى تطبيق هذه المؤسسات الخدمية لمعايير الصحة العامة وسلامة الأغذية  ودورها أيضا في تعزيز الجانب التوعوي وغرس المفاهيم الصحية للعاملين بمختلف القطاعات الخدمية  وتبصيرهم بأهمية توافر النظافة في تقديم الخدمات والتنظيم الجيد في عرض المنتجات التي تقدم للمستهلك ،ومع كل هذا  يجب أن يسانده اهتمام بالغ ووعي مسئول من قبل أصحاب المؤسسات الخدمية في  تطبيق الاشتراطات الصحية والتأكد من سلامة الأغذية والأطعمة ومدى صلاحيتها للاستخدام ، بالإضافة إلى توعية العاملين لديهم بمفاهيم النظافة الشخصية أثناء إعداد وتقديم  الطعام  مما يقلل من فرص التلوث وانتشار البكتيريا .
كما نتمنى تكاتف أفراد المجتمع في الإبلاغ عن المؤسسات الخدمية المخالفة للاشتراطات الصحية على الخط الساخن المجاني  التالي ( 24600700 ) ،لينعم المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة في صحة وعافية دائمتين بإذن الله.

بقلم: ناصر الخاطري