بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، يناير 16، 2020

رحل القائد ولم يرحل فكره

 
لقد تشبّعت الشخصية العمانية من فكر جلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله رحمة واسعة - بسمات وملامح واضحة على كافةالمستويات والأصعدة سواءً في شخصية جلالته الفذة أو فكر سياسته الحكيمة وما تميزت به من معانٍ بارزةٍ ومنهجٍ فريدْ ، مما جعلَ ومكّنَعمان لتكون قِبلةَ السائحين والمستثمرين والموجوعين والمقهورين والمتخاصمين على حدٍ سواءْ ، ولقد ترسخ هذا الفكر النير والنهج الفريد فيوجدان وأفعال الإنسان العماني أينما حلَّ وارتحلْ ، سفيراً لتاريخ بلاده العريق ، ممثلاً لسمعة عمان ومكانتها العظيمة ،  مجسداً أخلاقوسمات القائد الراحل والعمانيين منذ الأزل وعهد النبي المرسل .

 إنَّ من أبرز تلك السمات العالية والمنهج الراقي والفكر النير التي تميزت به شخصية جلالته هي الوقار المهيب  والسمت العجيب ، والاتزانالرصين و هدوء الفكر و وسمو الروح ، فهو شخصية سامية نبيلة تنأى عن مخازي و سفاسف الأمور لتزدان وتسمو برفيع المعالي وعظيمالمعاني ، كما تفردت شخصية هذا القائد الملهم بالحنكة والحكمة على كافة الأصعدة والمستويات سواءً فيما يتعلق بإدارة دفة الحكم في هذاالوطن الغالي أو التعامل مع مجريات الأحداث على المستوى الإقليمي والعالمي فكانت ردود أفعاله تجاهها متزنة ممزوجة بحكمة بالغةمستمدة من عمق التاريخ وثراء التجربة سواء في التصريحات والأقوال أو الفعل وردود الأفعال ، كما أن السلطان الراحل تميز بصفة الحلموالعفو 
مجسداً قول الشاعر النابغة الجعدي ( حليمٌ إذا ما أوْرَد الأمْرَ أصدَرَا ) ، فكمٍ من موقف نبيلٍ لجلالته تمثلت فيه معاني الحلم وسماحة النفسوطيب القلب ولا يمكن نكران الكثير من تلك المواقف التي يعلمها العمانيون جميعا . 

كما أن المتتبع لشخصيته المتفردة تجده رغم عُلوْ  مكانته ورفعة شأنه ، مُقلٌ في الظهور الإعلامي، فهو شخصية بعيدة كل البعد عن أشكالالبهرجة الاعلامية والتمجيد المبالغ فيه وكان ظهوره يقتصر فقط فيما يتطلبه العمل السياسي والدبلوماسي كاستقبال ضيوف السلطنة منقادة الدول وحكامها أو تمثيلٍ للسلطنة في المحافل الدولية والإقليمية والمحلية كرئاسة مجلس عمان والاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية.

وهو رحمه الله قريب حبيب للشعب وهو ما عرف عنه العماني الأصيل منذ الأزل من مودة وتكاتف وتعاضد بين أفراد مجتمعه فقد تمثلتوتجسدت هذه المعاني في شخصية القائد الراحل والانسان العظيم فكان أباً رحيماً حنوناً عطوفاً وما جولاته السامية إلا مثالاً واضحاً علىذلك ، فقد كان يطوف ويجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها ليطّلع عن قرب على أحوال الوطن وهموم المواطن ملبياً  احتياجاته، ساعياً لتأمينمطالبه نحو تحقيق مزيد من الرقي والنماء والعيش الكريم للمواطن والمقيم، كما لا يمكن إغفال دوره الإنساني الرائد وإسهاماته الجليلة فيخدمة شعوب المنطقة بكافة السبل من توفير لجوء كريم للمغتربين ومأوى للمحرومين وإطعام للمساكين ونشر للتعليم ووساطات لإطلاق سراحالمعتقلين . 


 أما توجه ونهج السلطان الراحل - العظيم الخالد في قلوبنا - على المستوى الدولي فهو النأي بالسلطنة عن إعصار الصراعات وشبحالحروب  واتخاذ سياسة الحياد في التعاطي مع مجريات الأحداث وعدم التدخل في شؤون الغير إلا ما تقتضيه العهود والاتفاقيات كاتفاقيةالدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي في حالة الحرب وللسلطان سياسة واضحة ينظر بها لدول العالم أجمع كأصدقاء تربطنامعهم اتفاقيات ومصالح مشتركة دون أن يكون للسلطنة أية أعداء أو سياسة رعناء وإنما أشقاء وأصدقاء ، وهذا ما جعل منها وسيط عالمينزيه ومؤتمن لإيجاد الحلول للأطراف المتنازعة وطرف محايد وموثوق  لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتعزيز عناصر الوفاق بين الأضداد . 

هذا ولا يمكن أن نغفل عدداً من السمات والملامح الشخصية لجلالته رحمه الله ، فقد كان يتمتع بكاريزما لافتة للأنظار فهو رمز للسلام ، محبللتاريخ صانع للأمجاد ، عسكري حتى النخاع ، قوي حازم ، ذكي ذو فراسة ، مهتم بالفن والذوق الرفيع ، ذو التزام بالغ بالاتيكيتوالبروتوكول ، مولع بالفروسية والخيل ، بشوش طيب ذو قلب كبير وغيرها من الصفات والمناقب التي لا تعد ولا تحصى والله وحده ذو الكمالوالجمال جل جلاله .

إن فكر القائد الذي تشبّع العمانيون منه حكمة و هدوءاً واتزانًا هو ما أثمر وأينع في جعل عمان تخطو خطواتها المستقبلية نحو تأمين وتمكينقيادة جديدة وعهد جديد من النماء والبناء خَلفاً لقيادته الحكيمة ، فقد تم تيسير انتقال السلطة بشكل مدهش وسلس منقطع النظير وفقتشريع واضح من النظام الأساسي للدولة دون تأخير أو تنازع أو شقاق بكل احترافية ودقة لتقدم عمان للعالم أجمع نموذج حضاري عاليالمستوى

وفق الله عمان وشعبها تحت ظل قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم لما فيه نماء للبلاد وخدمة للعباد وسدد على الخيروالصلاح خطاه ، ورحم الله العلي القدير جلالة السلطان قابوس بن سعيد هذا القائد الفَذْ والأب الحنون والمحنك الحكيم بواسع رحمته وعظيم فضله وكرمه وأسكنه فسيح جناته إنه سميع قريب مجيب الدعاء . 

بقلم / ناصر خلفان الخاطري

الثلاثاء، أبريل 03، 2012

محمد وحكاية رضا

إن علاقة المواطن محمد وهو الموظف المجيد بمؤسسته الوطنية المميزة التي يعمل بها من فترة لم تتعدى العامين ،علاقة تكاد تكون قريبة بعلاقة الأم بولدها، حيث أن محمد يشعر بالفخر والإنتماء لهذه المؤسسة فهو يقضي ساعات الدوام في تأدية واجباته الوظيفية دون شعور بالملل أو الإحباط بل يعمل بكل جد ويبث الحماس والطاقة لكافة زملائه العاملين معه بتلك الوحدة ،وقد يقضي محمد في بعض الأحايين ساعات إضافية من أجل إنهاء مهمة معينة رغبة منه في التميز وإتقان العمل ، كل هذه الجهود  كان يقابلها احترام وتقدير إدارة المؤسسة للعمل الذي يقوم به محمد من خلال التشجيع المستمر على مواصلة التميز والإبداع وإشراكه في الاجتماعات التي تعقد من قبل الإدارة والقررات التي تتبناها المؤسسة إيمانا منها بأهمية وجوده ودوره في رفع اسم المؤسسة حاله كحال الأم التي تسهر من أجل توفير الجوء المريح لولدها وإشباع عاطفته بالحنان والدفء ويقابل الولد هذا الفضل بالبر والإحسان إليها والقيام بخدمتها بكل أريحية وسعادة.
خلال تلك الفترة بدأت إدارة المؤسسة تدرك حجم الإنجاز الذي تحققه المؤسسة نتيجة وجود محمد فيها وبعد أن رأت منه الإخلاص والجهد والتفاني في العمل بادر مديرها وعلى الفور بترقيته في السلم الوظيفي بوظيفة قيادية وزيادة راتبه الشهري، مما حدا بمحمد أن يسعى بكل تفان ويبذل جهد أكبر ويتحمل مسؤولياته الجديدة بكل جدارة لكي يقدم صورة مشرفة للثقة التي أولته المؤسسة لكي يسهم في صنع نجاحات جديدة للمؤسسة ترفع من مكانتها وتعزز من وجودها في عالم المنافسة والتفوق وتكسب ثقة الجمهور الذي تقدم له خدماتها ومنتجاتها المميزة.
لم تتوقف المؤسسة عند هذا الحد فقد حقق محمد إنجازات جديدة تضاف إلى رصيد المؤسسة ونجاحاتها المستمرة وأبدى استعداده التام لتقديم المزيد من الجهد والعمل والرغبة في التطوير والتجديد، فما كان من المؤسسة إلا أن تشركه في برنامجا تدريبيا يسهم في تعزيز قدراته الوظيفية ويصقل من مهاراته ويقدم له المعارف والمعلومات، بعدها رجع محمد مشحونا بالثقة مفعما بالحماس والطاقة لرفع مستوى إنتاجه بشكل أفضل وذلك باستثمار المعارف والخبرات التي تلقاها لكي يصنع الفارق ويطبق ما استفاد منه خلال البرنامج التدريبي ويبرهن على أهميته ، بعدها توالت الدورات التدريبية التي تقوم المؤسسة بتوفيرها لمحمد وعدد من زملائه المميزين مما ساهم بشكل فعال في تحسين أساليب العمل وتطوير الأداء نحو الأفضل وهو ما ضمن ورشح حصول المؤسسة على العديد من جوائز التقدير والإشادة بالإضافة إلى حصولها علىى جائزة الأيزو في الجودة والمواصفات القياسية التي تتلتزم المؤسسة التزاما تماما بتطبيقها على واقع المؤسسة والمنتجات والخدمات التي تقدمها .
وخلال فترة قريبة تم ترشيح محمد لمنحة دراسية تتكفل المؤسسة بكافة المصاريف المالية من أجل إكمال دراساته العليا في أرقى الجامعات وحرصت على أن تتابع احتياجاته وتقيس مدى ارتياحه ورضاه لضمان البيئة الصحية المناسبة للتفوق والتميز ، تعمل المؤسسة كل هذا من أجل أن  تعزز من مؤهلاته وتصقل خبراته السابقة وتوفر له البيئة الخصبة للإبداع وتعرفه بمختلف الثقافات والتجارب الناجحة في تلك البلاد ضمن نطاق تخصصه ومجال عمله.
يشعر الآن محمد بالثقة والنجاح والتفاؤل نتيجة شعوره بالرضا التام عن مؤسسته لوقوفها معه جنب إلى جنب تقدره وتشجعه وتدربه وتمنحه العلاوات بالإضافة إلى راتبه الشهري الذي يحس بأنه يتناسب مع الأعمال والمهام التي يقوم بها ، كما ينوي محمد بعد إكمال دراساته إلى تطوير بعض آليات العمل في المؤسسة وإنشاء بعض الأنظمة المتقدمة وابتكار عدد من الخدمات والمنتجات الجديدة، كما أن لديه طموحات وخطط  تضمن لمؤسسته الوصول إلى العالمية من خلال التفرد والجودة والتواصل الدائم مع العالم الخارجي .

يقول المثل :" إليك أعني واسمعي يا جارة "
حكاية : ناصرالخاطري
Khatri87n@gmail.com



المكافأة غائبة !!!

أ
إن أسلوب تحفيز ومكافأة الموظف المجيد تتخذه معظم المؤسسات الناجحة في العالم فالمعيار الحقيقي لديهم هو نسبة الإنتاجية والأهداف التي حققها هذا الموظف للمؤسسة خلال فترة معينة وعلى إثرها ينال المكافأة أو الترقية نظير جهده وإخلاصه في تطوير المؤسسة والرقي بمستوى أداء العمل ، وهو ما يؤدي إلى تعزيز انتمائه وولائه للمؤسسة لشعوره ويقينه التام بأن أعماله وإنجازاته محل اهتمام وتقدير من قبل إدارة المؤسسة ، وهذا في حقيقة الأمر مايفتقده الموظف في القطاع الحكومي،حيث أن الموظف المجيد وغيره سواء أمام  نظام ثابت يطبق على الكل دون النظر إلى جودة العمل المقدم أو مستوى إنتاج الموظف وهذا بالطبع  يحبط روح الإبداع لدى الموظف المجيد ويفقده العزيمة والحماس والالتزام في أداء واجباته الوظيفية على أكمل وجه وذلك عندما يقارن نفسه مع الموظف الذي يعمل بجنبه مكتفيا بروتين يومي تعود عليه منذ سنوات دون أن يبذل أدنى جهد لتحسين أداء وطريقة عمله.
إن تحفيز الموظف في القطاع الحكومي سوف يساهم بشكل فعال في تحسين جودة الأداء الوظيفي وزيادة نسبة إنتاجية الموظف في نطاق عمله، كما يؤدي إلى تعزيز روح المنافسة بين الموظفين وسعيهم الدؤوب لتقديم أفضل ما لديهم من طاقات وإبداعات ، إضافة إلى أن  المكافآت تبرز من دور المؤسسة وتروج لأنشطتها وترفع من مكانتها بين المؤسسات الأخرى.
مما لا شك فيه أن المؤسسة التي تسعى لتطوير الكوادر العاملة لديها وتسعى إلى تحقيق الجودة والتميز فيما تقدمه من منتجات أو خدمات ، يتوجب عليها  أن توازن في تقديم مختلف أنواع التحفيز( المادي والمعنوي) فالتحفيز المادي يتضمن تقديم المكافآت أو البدلات أوالعلاوات أما التحفيز المعنوي يتضمن كلمات الشكر والتقدير وإعطاء الموظف الفرصة للمشاركة في تقديم الآراء والمقترحات المتعلقة بالعمل أو الترقية في السلم الوظيفي أو حتى مقابلته بوجه طلق ، فكل هذا يساهم في تحفيز و دفع الموظف إلى تقديم المزيد من الجهد والعمل دون أوامر مسبقة وإنما حبا منه في تحقيق الإنجاز والتميز في عمله لما يلقاه من اهتمام وتقدير.
بقلم : ناصر الخاطري

الأربعاء، يناير 25، 2012

الالتزام يغني عن الكلام


 الإنسان اجتماعي بطبعه يتفاعل مع أفراد المجتمع من حوله ويشاركهم في مختلف جوانب حياتهم يؤثر فيهم ويتأثر بهم ، ونتيجة لهذا التفاعل يكتسب الفرد مجموعة من السلوكيات خلال مراحل عمره المختلفة،ولذا كان للتربية والتعليم دور كبير في غرس وتعميق السلوكيات الحسنة والقيم النبيلة في نفوس الأطفال وتعويدهم على الممارسة العملية لتلك السلوكيات ومن أروع السلوكيات التي يجب أن يتربى عليها النشء هي  سلوك الالتزام والانضباط  وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بمستوى رقي المجتمع ومدى تقدمه الحضاري .
إن الالتزام يأتي في أشكال عدة ومن أهمها الالتزام بالقيم السامية والأخلاق العالية التي أمر بها  ديننا الحنيف ودعا إلى التمسك بها لتسهم في تحقيق الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع ،بالإضافة إلى أن الالتزام بالخصال الطيبة تسعد النفس وترضي الضمير وترفع من شأن صاحبها ،وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ،  كما أن الالتزام في التعامل مع الأشياء وفق نظام معين والاستمرار عليه كوضع الأهداف والمشاريع المستقبلية وفق خطة زمنية تتلاءم مع الأولويات ومدى أهميتها في مستقبل الفرد وهذا يساعد بشكل كبير في زرع الثقة بالنفس والشعور بالطمأنينة لوضوح الأهداف والرؤى المستقبلية.
ومن جانب آخر فإن الالتزام في العمل واجب ديني ووطني ويتأتى ذلك من خلال أداء الموظف للأعمال الموكلة إليه والمواظبة على إنهائها في الوقت المحدد ، كما يتوجب عليه الالتزام بإتقان العمل والاستمرار على ذلك بكل إخلاص وأمانة، وأن يسعى دوما للتميز والإبداع في مجال عمله وأن يكون ملتزما بتحقيق طموحاته وفق الأهداف التي وضعها .
إن من أهم جوانب الالتزام التي نسعى إليها بحرص دائم ومسؤولية تامة هو الالتزام بقواعد السير، وهذا الجانب مهم جدا لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بواقع مجتمعنا والمآسي التي يعيشها  نتيجة عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية أثناء قيادة المركبة وعدم التقيد بأنظمة السير المتبعة في السلطنة ،مما أدى هذا التساهل بالأنظمة والقوانين إلى فقدان زهور من أبناء هذا الوطن الغالي دون التفات البعض لهذه الحوادث المستمرة ، وهذا بالطبع لن يحدث لو التزم كل فرد منا بقواعد المرور والقوانين المنظمة لحركة السير وحرص بشكل دائم على احترام الطريق ومرتاديه.
الصحة تعتبر محورا هاما في حياة الإنسان لذلك فإن الالتزام على تناول الغذاء الصحي وتجنب المأكولات الضارة التي لا توفر القيم الغذائية التي يحتاجها الجسم،والتي تساعده على النمو بشكل سليم ، ولأهمية النوم في صحة الإنسان، عليه الالتزام بالنوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا والتقيد بفترة نوم مناسبة ، كما أن الاهتمام بنظافة الجسم والملبس والبيئة من حولنا يعزز من صحة الفرد ويقويها ،كما لا نغفل أهمية الرياضة على صحة أجسادنا لذا يجب تخصيص وقت معين لممارسة الرياضة.


بقلم : ناصر الخاطري

الأحد، نوفمبر 20، 2011

السلامة المرورية...




إن السلامة المرورية تشكل أبرز التحديات التي تواجه دول العالم المختلفة حيث تسعى كل دولة لوضع إستراتيجية وطنية ودولية بشأن هذا الموضوع ورسم أفضل السبل لتعزيز الوعي والثقافة  المرورية للتقليل من الكوارث التي تسببها الحوادث وما ينتج عنها من خسائر جسيمة على الصعيدين البشري والمادي .
ومن دواعي السرور أن تكون قضية السلامة المرورية هاجس ومحل اهتمام الجميع لما لها من دور فعال في  الحد من الحوادث المرورية التي نعايش مآسيها بمرارة يوميا على طرقاتنا، ويبدو هذا الاهتمام  جليا من خلال المشاركة الواسعة للمؤسسات الحكومية والخاصة والهيئات المحلية والإقليمية والدولية في معرض السلامة المرورية لعام  2011 والذي  نظمته شرطة عمان السلطانية من أجل التوعية بأهمية السلامة المرورية على حياة مرتادي الطريق ونشر وتعميق الوعي والثقافة المرورية لدى كافة شرائح المجتمع للحد من حوادث المرور.
ورغم الجهد الكبير الذي تقوم به شرطة عمان السلطانية في التوعية بأهمية السلامة المرورية ومدى التزام قائدي المركبات بالوسائل والطرق التي تكفل سلامتهم ،إلا أن مسلسل الحوادث المرورية ما زال مستمرا والأرقام والإحصائيات التي تطلعنا بها شرطة عمان السلطانية تشير إلى  ازدياد مطرد في عدد الحوادث المرورية والتي يكون في الغالب ضحيتها من فئة الشباب ،و يبدو الأمر محيرا حين ندرك أن هذه الفئة تلقت تعليما مناسبا  بالإضافة إلى قدرتها على قراءة ومتابعة الإرشادات واللوائح والمطويات التي تقدم معلومات مهمة عن السلامة المرورية إلا أنه من المؤسف أن نعرف أنهم الفئة الأبرز في ضحايا الحوادث المرورية  نتيجة عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية  قبل وأثناء قيادة المركبة وعدم التقيد بسلوكيات الانضباط المروري.
إن أهمية  الحملات الوطنية التي تقوم بها مختلف المؤسسات بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية في توعية الشباب بقواعد  السلامة المرورية وغرس الثقافة المرورية لديهم يجب أن يسانده دور الأسرة أيضا  في ضبط سلوك الأبناء وتوجيههم التوجيه السليم باعتباره جانبا مهما من جوانب التربية وتوعيتهم بالآثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الخطيرة التي تخلفها الحوادث نتيجة عدم الالتزام  بقواعد المرور، بالإضافة إلى تضافر جهود الجميع وخاصة الشباب في مساندة الشرطة والأجهزة الأمنية على تنفيذ خططها واستراتيجياتها الهادفة إلى تقليل نسبة حوادث الطرق التي يروح ضحيتها المئات من الشباب.

بقلم: ناصر الخاطري

الاثنين، سبتمبر 26، 2011

الصحة أولا...



إن دور الفرد في الحياة يبرز وينمو حينما يكون سليم العقل صحيح الجسم، بحيث يتوافر لديه الاستقرار النفسي والاجتماعي ويتمتع بصحة عالية، لا يعاني من الأمراض والمشاكل الصحية، وبالتالي يصبح شخصا منتجا فاعلا في مجتمعه ، وكل هذا يتأتى بالاهتمام الدائم بسلامة الفكر على المستوى العقلي وسلامة الغذاء الذي يتناوله على المستوى البدني وإذا نظرنا من زاوية أقرب فإن من أهم جوانب الحياة العصرية في المدن وجود المطاعم والمقاهي والمحلات الغذائية ، والعلاقة ما بين الفرد وتلك المؤسسات الخدمية هي علاقة تبادلية (الحاجة للطعام مقابل المال) .
في صورتها الأولية تبدو هذه العلاقة طبيعية ومنطقية إلا أن هذه العلاقة تشوبها بعض جوانب الخلل والتقصير فالزبون يدفع مالا مقابل الحصول على وجبة طعام مفيدة وصحية إلا أنه من الملاحظ حدوث حالات من التسمم الغذائي نتيجة تناول طعام فاسد قدم له في مطعم معين أو منتج غذائي انتهت صلاحيته.
 من خلال معايشتنا للحياة اليومية في الأسواق التجارية يشتكي العديد من الزبائن ومرتادي المطاعم والمقاهي من عدم مراعاة الكثير منها لأدنى شروط النظافة والصحة العامة، حيث أن بعض المأكولات والأطعمة تعد بطريقة سيئة ومضرة للصحة كاستخدام زيت القلي مرارا وتكرارا أو إعداد الطعام على أواني وأدوات طبخ ملوثة ،كما أن بعض منها غير صالحة للطبخ وتحتوي على مواد مؤكسدة، وفي مشهد آخر من المطاعم والمقاهي تتم عملية الطبخ وإعداد الطعام في أماكن غير نظيفة مما يساهم في جلب الحشرات كالذباب والصراصير واحتمال سقوطها في أواني الطبخ وقد حدث أن فوجئ العديد من الزبائن بوجود حشرة داخل الوجبة التي يتناولونها، مما يعرض الزبون لمخاطر صحية تهدد سلامته بدلا من تعزيزها  ،بالإضافة إلى أن بعض المطاعم التي تقدم (الشاوارما) تقوم بإعدادها في أماكن مكشوفة و تكون غير مطهية جيدا وبطبيعة اللحوم التي غالبا ما تكون عرضة لتراكم أعداد كبيرة من الميكروبات والبكتيريا وهذا يؤدي إلى حالات تسمم خطيرة تصل إلى آلآم معوية و إسهال وغثيان وقيء وحمى، أما إذا جئنا إلى جانب آخر وهو النظافة الشخصية للعاملين سواء من الطباخين أو النادلين فتجد البعض لا يبدون  أي اهتمام للمظهر العام  ولا بنظافة ملبسهم  ، كما يلاحظ كثيرا من العاملين في المطاعم عدم استخدامهم  للقفازات أثناء إعداد الطعام أو حتى غسل اليدين أثناء تقديمه وهذا بالطبع لو تم العمل به سوف يقلل كثيرا من فرص انتشار البكتيريا.
كل هذه الملاحظات تبرز جانبا مهملا من قبل بعض أصحاب المطاعم والمقاهي  وهذا ما أدى إلى حصول حالات من التسمم الغذائي وتذمر الزبائن من عدم إلتزامهم بإعداد وجبات غذائية نظيفة وصحية مقابل المال الذي يدفعونه. 
إن أهمية الدور الذي تقوم به وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في مراقبة وتفتيش المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية ومتابعة مدى تطبيق هذه المؤسسات الخدمية لمعايير الصحة العامة وسلامة الأغذية  ودورها أيضا في تعزيز الجانب التوعوي وغرس المفاهيم الصحية للعاملين بمختلف القطاعات الخدمية  وتبصيرهم بأهمية توافر النظافة في تقديم الخدمات والتنظيم الجيد في عرض المنتجات التي تقدم للمستهلك ،ومع كل هذا  يجب أن يسانده اهتمام بالغ ووعي مسئول من قبل أصحاب المؤسسات الخدمية في  تطبيق الاشتراطات الصحية والتأكد من سلامة الأغذية والأطعمة ومدى صلاحيتها للاستخدام ، بالإضافة إلى توعية العاملين لديهم بمفاهيم النظافة الشخصية أثناء إعداد وتقديم  الطعام  مما يقلل من فرص التلوث وانتشار البكتيريا .
كما نتمنى تكاتف أفراد المجتمع في الإبلاغ عن المؤسسات الخدمية المخالفة للاشتراطات الصحية على الخط الساخن المجاني  التالي ( 24600700 ) ،لينعم المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة في صحة وعافية دائمتين بإذن الله.

بقلم: ناصر الخاطري

الثلاثاء، مايو 17، 2011


إن حياة العصر أصبحت سوقا لأسهم البورصة الكثير منا يتسابق فيها من أجل المال ،أو من أجل السعادة ( هكذا نحن ننظر للحياة) وفي خضم صراعنا مع هذا السوق المتذبذب ، لا يفتأ أن يلقي علينا بأعبائه الثقيلة ومشكلاته الكثيرة ، فهذا مثقل بالهموم العائلية وهذا بالديون المصرفية ليسد بها ثغرة من متطلبات الحياة، وذاك يعاني الكثير من ضغوط العمل ومشكلاته ، وآخر يرزح تحت وطأة غلاء المعيشة .

إنني أجزم بأن معظمنا أمسى وهو يمتلك مخزونا كافيا من العصبية والمزاج السيئ ينتظر اللحظة المناسبة ليفجر فيها أسوأ ما جادت به قسوة هذه الحياة ،وبهذا اضمحلت الابتسامة الجميلة البريئة على وجوهنا وتلاشت التحايا الصباحية الرقيقة من أعماقنا، بل إن بعضا منا يكلف تقاسيم وجهه ليرسم العبوس لا الابتسامة ، لذا كان لزاما علينا أن نعيد النظر في أساليب حياتنا ،وأن نعيد صياغة ما ألفناه سابقا من طيب المحيا وصدق اللقاء فالأيام القادمة أصعب والأمور تزداد تعقيدا يوما بعد يوم .

 ابتسم فالابتسامة علاج سحري لمعظم الهموم والأعباء وبلسم لاستئصال الحقد والبغضاء ، وأداة فاعلة لكسب الأصدقاء ، والابتسامة لها رونق وجمال ، وتعابير تضفي على وجه صاحبها الراحة والسرور ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن لها أجرا وقال صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة (وقال صلى الله عليه وسلم ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق )

إننا في حملة ركاز ننادي بقيم أخلاقية يجب أن نتخذها كسلوك وفكر ننتهج به في حياتنا ، بخاصة أن الابتسام في وجوه الآخرين دليل على احترامك وتقديرك لهم فاجعل الابتسامة شعارا لتقديرذاتك ولإعلان احترامك لنفسك وللآخرين.

إذن اجعل الابتسامة شعارا تتحدى به واحدة من هموم وأعباء هذه الحياة ، ابتسم فلا يوجد أحد في هذا العالم يجبرك على حمل الهم،ابتسم وردد دائما " الحياة رائعة ،إذن أنا سعيد".


بقلم: ناصر الخاطري