بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، أبريل 03، 2012

محمد وحكاية رضا

إن علاقة المواطن محمد وهو الموظف المجيد بمؤسسته الوطنية المميزة التي يعمل بها من فترة لم تتعدى العامين ،علاقة تكاد تكون قريبة بعلاقة الأم بولدها، حيث أن محمد يشعر بالفخر والإنتماء لهذه المؤسسة فهو يقضي ساعات الدوام في تأدية واجباته الوظيفية دون شعور بالملل أو الإحباط بل يعمل بكل جد ويبث الحماس والطاقة لكافة زملائه العاملين معه بتلك الوحدة ،وقد يقضي محمد في بعض الأحايين ساعات إضافية من أجل إنهاء مهمة معينة رغبة منه في التميز وإتقان العمل ، كل هذه الجهود  كان يقابلها احترام وتقدير إدارة المؤسسة للعمل الذي يقوم به محمد من خلال التشجيع المستمر على مواصلة التميز والإبداع وإشراكه في الاجتماعات التي تعقد من قبل الإدارة والقررات التي تتبناها المؤسسة إيمانا منها بأهمية وجوده ودوره في رفع اسم المؤسسة حاله كحال الأم التي تسهر من أجل توفير الجوء المريح لولدها وإشباع عاطفته بالحنان والدفء ويقابل الولد هذا الفضل بالبر والإحسان إليها والقيام بخدمتها بكل أريحية وسعادة.
خلال تلك الفترة بدأت إدارة المؤسسة تدرك حجم الإنجاز الذي تحققه المؤسسة نتيجة وجود محمد فيها وبعد أن رأت منه الإخلاص والجهد والتفاني في العمل بادر مديرها وعلى الفور بترقيته في السلم الوظيفي بوظيفة قيادية وزيادة راتبه الشهري، مما حدا بمحمد أن يسعى بكل تفان ويبذل جهد أكبر ويتحمل مسؤولياته الجديدة بكل جدارة لكي يقدم صورة مشرفة للثقة التي أولته المؤسسة لكي يسهم في صنع نجاحات جديدة للمؤسسة ترفع من مكانتها وتعزز من وجودها في عالم المنافسة والتفوق وتكسب ثقة الجمهور الذي تقدم له خدماتها ومنتجاتها المميزة.
لم تتوقف المؤسسة عند هذا الحد فقد حقق محمد إنجازات جديدة تضاف إلى رصيد المؤسسة ونجاحاتها المستمرة وأبدى استعداده التام لتقديم المزيد من الجهد والعمل والرغبة في التطوير والتجديد، فما كان من المؤسسة إلا أن تشركه في برنامجا تدريبيا يسهم في تعزيز قدراته الوظيفية ويصقل من مهاراته ويقدم له المعارف والمعلومات، بعدها رجع محمد مشحونا بالثقة مفعما بالحماس والطاقة لرفع مستوى إنتاجه بشكل أفضل وذلك باستثمار المعارف والخبرات التي تلقاها لكي يصنع الفارق ويطبق ما استفاد منه خلال البرنامج التدريبي ويبرهن على أهميته ، بعدها توالت الدورات التدريبية التي تقوم المؤسسة بتوفيرها لمحمد وعدد من زملائه المميزين مما ساهم بشكل فعال في تحسين أساليب العمل وتطوير الأداء نحو الأفضل وهو ما ضمن ورشح حصول المؤسسة على العديد من جوائز التقدير والإشادة بالإضافة إلى حصولها علىى جائزة الأيزو في الجودة والمواصفات القياسية التي تتلتزم المؤسسة التزاما تماما بتطبيقها على واقع المؤسسة والمنتجات والخدمات التي تقدمها .
وخلال فترة قريبة تم ترشيح محمد لمنحة دراسية تتكفل المؤسسة بكافة المصاريف المالية من أجل إكمال دراساته العليا في أرقى الجامعات وحرصت على أن تتابع احتياجاته وتقيس مدى ارتياحه ورضاه لضمان البيئة الصحية المناسبة للتفوق والتميز ، تعمل المؤسسة كل هذا من أجل أن  تعزز من مؤهلاته وتصقل خبراته السابقة وتوفر له البيئة الخصبة للإبداع وتعرفه بمختلف الثقافات والتجارب الناجحة في تلك البلاد ضمن نطاق تخصصه ومجال عمله.
يشعر الآن محمد بالثقة والنجاح والتفاؤل نتيجة شعوره بالرضا التام عن مؤسسته لوقوفها معه جنب إلى جنب تقدره وتشجعه وتدربه وتمنحه العلاوات بالإضافة إلى راتبه الشهري الذي يحس بأنه يتناسب مع الأعمال والمهام التي يقوم بها ، كما ينوي محمد بعد إكمال دراساته إلى تطوير بعض آليات العمل في المؤسسة وإنشاء بعض الأنظمة المتقدمة وابتكار عدد من الخدمات والمنتجات الجديدة، كما أن لديه طموحات وخطط  تضمن لمؤسسته الوصول إلى العالمية من خلال التفرد والجودة والتواصل الدائم مع العالم الخارجي .

يقول المثل :" إليك أعني واسمعي يا جارة "
حكاية : ناصرالخاطري
Khatri87n@gmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق