الإنسان اجتماعي بطبعه يتفاعل مع أفراد المجتمع من حوله ويشاركهم في مختلف جوانب حياتهم يؤثر فيهم ويتأثر بهم ، ونتيجة لهذا التفاعل يكتسب الفرد مجموعة من السلوكيات خلال مراحل عمره المختلفة،ولذا كان للتربية والتعليم دور كبير في غرس وتعميق السلوكيات الحسنة والقيم النبيلة في نفوس الأطفال وتعويدهم على الممارسة العملية لتلك السلوكيات ومن أروع السلوكيات التي يجب أن يتربى عليها النشء هي سلوك الالتزام والانضباط وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بمستوى رقي المجتمع ومدى تقدمه الحضاري .
إن الالتزام يأتي في أشكال عدة ومن أهمها الالتزام بالقيم السامية والأخلاق العالية التي أمر بها ديننا الحنيف ودعا إلى التمسك بها لتسهم في تحقيق الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع ،بالإضافة إلى أن الالتزام بالخصال الطيبة تسعد النفس وترضي الضمير وترفع من شأن صاحبها ،وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ، كما أن الالتزام في التعامل مع الأشياء وفق نظام معين والاستمرار عليه كوضع الأهداف والمشاريع المستقبلية وفق خطة زمنية تتلاءم مع الأولويات ومدى أهميتها في مستقبل الفرد وهذا يساعد بشكل كبير في زرع الثقة بالنفس والشعور بالطمأنينة لوضوح الأهداف والرؤى المستقبلية.
ومن جانب آخر فإن الالتزام في العمل واجب ديني ووطني ويتأتى ذلك من خلال أداء الموظف للأعمال الموكلة إليه والمواظبة على إنهائها في الوقت المحدد ، كما يتوجب عليه الالتزام بإتقان العمل والاستمرار على ذلك بكل إخلاص وأمانة، وأن يسعى دوما للتميز والإبداع في مجال عمله وأن يكون ملتزما بتحقيق طموحاته وفق الأهداف التي وضعها .
إن من أهم جوانب الالتزام التي نسعى إليها بحرص دائم ومسؤولية تامة هو الالتزام بقواعد السير، وهذا الجانب مهم جدا لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بواقع مجتمعنا والمآسي التي يعيشها نتيجة عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية أثناء قيادة المركبة وعدم التقيد بأنظمة السير المتبعة في السلطنة ،مما أدى هذا التساهل بالأنظمة والقوانين إلى فقدان زهور من أبناء هذا الوطن الغالي دون التفات البعض لهذه الحوادث المستمرة ، وهذا بالطبع لن يحدث لو التزم كل فرد منا بقواعد المرور والقوانين المنظمة لحركة السير وحرص بشكل دائم على احترام الطريق ومرتاديه.
الصحة تعتبر محورا هاما في حياة الإنسان لذلك فإن الالتزام على تناول الغذاء الصحي وتجنب المأكولات الضارة التي لا توفر القيم الغذائية التي يحتاجها الجسم،والتي تساعده على النمو بشكل سليم ، ولأهمية النوم في صحة الإنسان، عليه الالتزام بالنوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا والتقيد بفترة نوم مناسبة ، كما أن الاهتمام بنظافة الجسم والملبس والبيئة من حولنا يعزز من صحة الفرد ويقويها ،كما لا نغفل أهمية الرياضة على صحة أجسادنا لذا يجب تخصيص وقت معين لممارسة الرياضة.
بقلم : ناصر الخاطري
بقلم : ناصر الخاطري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق